الزخارف والديكورات الموجودة في بعض أجزاء قصر فيلاندري، دليل صارخ لفنون العمارة الإسلامية التي كانت مصدر إلهام أثناء عصر النهضة الأوروبي،…
كانت الحروب الصليبية في العصور الوسطى سببا في مبادلات ثقافية عديدة بين أوروبا والعالم الإسلامي، ما يفسر ورود عناصر معمارية إسلامية إلى فرنسا. بالإضافة إلى أن إسبانيا المورسكية (الأندلس) التي كانت على علاقة وطيدة بالبلاط الفرنسي، كانت قد إنطبعت إلى الأبد بالثقافة و الهوية التعبيرية الإسلامية ،التي إنسابت بسلاسة إلى الشمال فأثرت على الهندسة المعمارية والفن إبان و أثناء عصر النهضة الفرنسي.
عَرفَ عصر النهضة اهتماما كبيرا بالرحلات والتبادلات الثقافية بين مناطق مختلفة من العالم، حيث كان المسافرون والتجار والدبلوماسوين يتبادلون و ينقلون الأفكار والتأثيرات الفنية. كما هو عرف نهم الكنيسة في دراسة و جمع و ترجمة المراجع الإسلامية من كل العلوم و المجالات لقد كانت تزخر بها المكتبات و الجامعات الإسلامية، بل و أن العديد من الرهبان جابوا الأراضي الإسلامية طلبا للتمدرس و العلم و التدريب على مختلف العلوم من بينها التي تخص العمارة الإسلامية، سواء التي في بلاد المغرب و الأندلس في بلدان المشرق.
كيف يمكن تفسير وجود تلك الأشكال الهندسية المعقدة التي نسقت على أنماطها حدائق قصر فيلاندري Villandry ؟ و تلك الرموز و الرسومات التي تذكرنا لا محالة بما هو متداول منذ عشرات القرون ببلداننا في المغرب و المشرق ؟
على الرغم من أن مبنى القصر في فيلاندري Villandry قد خضع لعدة تعديلات على مر القرون، إلا أن عناصر الزخرفة و ديكورات عديدة بارزة هناك، هي مستوحاة من العمارة الإسلامية، لا زالت تحافظ على مكانتها المتميزة في بعض أجزاء القصر.