يمكن فهم كل شيء … لا يمكننا فهم الشيء لما نحيل هذا الشيء إلى منظوماتنا الخاصة ووحدات القيمة التي اعتدنا عليها…
سواء كان التحليل فلسفياً أو علمياً رياضياً، فعلينا أن نعترف بأننا نحاول عامةً فهم الأحداث و التفاعلات التي تحيط بنا و نحن نقيدها و نحللها فقط وفقًا للأنظمة والقيم التي نحملها في أذهاننا ونعتبرها مألوفة و مرجعية.

كل المنظومات الفكرية ووحدات القيم التي تشكل تصوّرًا لواقع و لطرق معينة لتفسير الأشياء وفهمها، هي ليست إلا توجهات ظرفية ولا يمكنها أن تشمل كل جوانب الحقيقة المطلقة. إن تجاربنا الفردية و التربوية و قيمنا الثقافية، هي عوامل تتشكل مع مرور الزمن وتؤثر في كيفية نظرناإلى العالم وفهمنا له، فنحاول من خلالها تحليل وفهم الظواهر والأشياء التي تحدث حولنا.
إن الضوابط والإطارات المشتركة بين أفراد مجتمع معين، قد لا تأخذ في عين الاعتبار ذلك التنوع الكبير في وجهات النظر و في التجارب الفردية وبالتالي، فإن فهمنا للأشياء يقتصر على تحليل وتفسير يعتمد فقط على الأدوات العدَّة المتوفرة لدينا و التي إعتدنا عليها.
قد تكون هناك حاجة إلى الخروج من مناطق الراحة والتوسع في فهمنا للأشياء من خلال اعتبار آراء وتجارب متنوعة وقدراتنا على الانفتاح على مفاهيم أخرى و آفاق جديدة لقراءة و إحساس و تبصر المخفي…..كمثل رائد الفضاء الذي رغم كل تفتحه العلمي، فإنه ينبهر أمام سمفونية الجمال و معجزات الوجود…من أول وهلة يخرج في رحلته إلى الفضاء… فيغير فيها زاوية مشاهدته لكوكب الأرض و المجرة …