الهندسة المناظرية

يعتبر التعبير المناظري مترجما صادقا لمدى إستقرار الأمم و إنتشار الحضارات، فهو المعيار البديهي على تطور الثقافات و إبداعاتها ، لأن التعبير المناظري عربون للسلام السائد و الشاهد الأكثر تألقاً لمستويات الشراكة و التشارك بين الأفراد ومجتمعاتهم … عبر الأزمنة و عبر الأمكنة.

الهندسة المناظرية هي من أرقى المجالات الخلاقة التي أبدعت فيها الإنسانية، فهي تؤلف بين العديد من العلوم و التخصصات، لتهدي حللا جمالية تحتوي العديد من حلول العملية و المستدامة في خدمة المجتمعات الإنسانية التي صُمِّمت لها حينها، فتميز بهذه الطريقة أفاق الحوار بين الإنسان و محيطات عيشه… وهكذا… فإن معيار الحضارات لا يُحد فقط في الإبداعات العمرانية المتوارثة، بل في مستويات التفاعل الخلاق بين هذا الإنسان عبر الحقب و العصور … و جميع المكونات البيئية التي تمثل أساس وجوده.

تعتبر الهندسة المناظرية من التخصصات الأسرع تطورا خلال القرن و النصف قرن الأخيربن و ذلك على رغم قِلة تسويقها، أو لعدم ترويجها بالشكل الصحيح لدى الرأي العام، فهي خير دليل لقراءة جودة و مدى تفاعل المجتمعات الإنسانية مع محيطاتها المباشرة و الغير المباشرة، بحكم الرؤية الشمولية التي تجمع بين الحلول الهندسية الجمالية و الأجوبة العملية التي تخص الإشكاليات البيئية.

الهندسة المناظرية، هندسة سلام و معيار للتعبير الحضاري … ذلك الذي يساهم في تهذيب المجتمعات و في ترسيخ الحس بالمسؤولية تجاه محيطات عيش راقية.

يمثل الإرث التراثي للعلوم المناظرية حواراً تجاربياً مستمراً بين الماضي و المستقبل، يُهدي قواعد بيانات هائلة كُوِّنَت على مرِّ العصور، فمنحت لنا أجوبة دقيقة حول ما يجب أو ما لا يجب لنا القيام به، حتى تتعايش الإنسانية بسلام … في إستضافة محيطاتها الطبيعية … تلك التي كانت و بقيت ترعي وجوده على مر الأزمنة و الحقب.

1024 509 إدريس السعداني

إدريس السعداني

النسيج البيئي و المحيط اليومي الحاضر، يحددان مسارات الغد !

المقالات بقلم : إدريس السعداني
Verified by MonsterInsights