جعلنا واقعنا الإفتراضي نّخلِط بين علاقات العمل المبرمجة على الصفحات المهنية المعروفة و العلاقات “الشبه إجتماعية” عبر منصات التواصل المعهودة، فأصابنا خلل في تقييم الروابط ووضعها في خانات ليست لها…..ثم هناك البعض الآخر منا ممن لم يفهموا القصة إلى الحين…وإندفعوا بهوس في لَمّ العدد الأكبر من العلاقات الوهمية وكأنهم يعيشون معارك إنتخابية لا متناهية ! لا رسائل لها و لا جوهر لها و لا مضمون !!
من يا ترى له الشجاعة الكافية لنشر هذا بكل بساطة على جداره؟
“أحيي كل من هم في سجل أصدقائي الإفتراضيين… لا نبحث عن الكَم بقدر ما نبحث عن الكَيْف و لا نبحث عن الشكل بقدر ما نبحث عن الماهية…التفاعل ولو كان إفتراضيا هو من أعراف التعامل الراقي في الواقع الرقمي ..و ليس التفاعل بمعنى النسخ والإرسال اللاشعوري اليومي للآلاف من صور الصباحيات و المسائيات التي ما تعمل إلا تلويث الفضاء الرقمي !!
قررت التحرر من عبئ المجاملات العقيمة …فمن لايبذل أقل جهد في تحية بسيطة عابرة صادقة تقول : “أنا هنا و تعنيني صداقتك” لا يكون هناك أوضح من سكوته…و ليس هناك أدنى وقع لما يعيد إرساله لا شعوريا مما يتوصل به من تباريك الجمعات و الأعياد…واللتي تفتقد الروح و الإبداع….بل و حتى المصداقية.
…فكم حصل في كذا مناسبة أن توصلنا من أحدهم ببطاقة تباريك عيدية ما بذل عليها من جهد سوى أنه ضغط على زر “إعادة الإرسال”…ثم ننتبه إلى الإمضاء على جانب البطاقة فنجده لفندق أو لشركة لبيع الزيوت…!!! يحكى أن طائر اللقلاق أراد أن يقبل ولده ففقأ عينه !
أحيي بكل صدق كل من سمحت له شجاعته أن يعيد إلي إرسال هذه الكلمات…بدون مجاملة ولا حتى خط سطور… فيروي علاقات و إن كانت….سوى الإفتراضية.
