سُنِحَت لي سنة 2010 ، فرصة التفكير مع أعمدة التعليم في مجال الهندسة المناظرية في المغرب، من أجل إنشاء المكتب الثاني للجمعية المغربية للهندسة المناظرية AMAP، بعد توقف لفعاليات أول مكتب تم تأسيسه سنة 1985 من قِبَلِ المهندسين السبعة و اللذين كانوا يمثرون أول دفعة من المتخرجين المغاربة، الذين كانوا قد أتموا دراستهم بالمدرسة الوطنية العليا للهندسة المناظرية بفرساي – فرنسا، بعد إيفاد معظمهم من قِبَلِ معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط و رجوعهم إليها لتولي مهامهم الجديدة في التعليم العالي و البحث العلمي.
فحضيت بكل تواضع و إمتنان بثقة الفريق المؤسس الأول، الذي أهدى لي ثقته الكبيرة لما إنتُخِبتُ رئيسًا لهذا المكتب الثاني، فكانت مسؤولية غنية بتجارب جديدة و متعددة و بتحديات واعدة.
لقد كانت مهنة الهندسة المناظرية في المغرب خلال الأربعين سنة المنصرمة (و قد لا تزال)، بحاجة إلى تعريف و إلى تأطير مستمرين. حيث أن العديد من التدخلات الإرتجالية كانت لعقود خلت، هي التي قُوْلِبَت و شكَّلَت الموروث المناظري المعاصر… فكان من البديهي أن تُحدِّدَ الجمعية المغربية للهندسة المناظرية خصوصيات المهنة وحدودها و أن تضع تصنيفا و منهجية لأنواع التفاعلات و التدخلات.
حتى أنه كان من الشائع أن تفتقر برنامج تخطيط المساحات الخضراء الحضرية إلى أخصائيين في الهندسة المناظرية و أن ينحصر التصميم بين ثلاثة : صاحب المشروع + المهندس المعماري + المشتل، دون أي إعتبار للكم الهائل من المعطيات اللتي عليها أن تُعَالَجَ مشروعاً بمشروعٍ و التي هي من علوم و مجالات تدخل الهندسة المناظرية.
بالإضافة إلى ما سبق ذكره و لفترة طويلة، ففي العديد من مشاريع التنمية الحضرية والإقليمية الكبرى، غالبا ما كان يتم إستدعاء مكاتب هندسة مناظرية أجنبية، دون البحث عن مهارات وطنية في هذا المجال.

هكذا كانت قد لُخِّصَت مهام المكتب الثاني للجمعية المغربية للهندسة المناظرية بهدف رد الإعتبار إلى هذا المجال المهني و ترويج ثقافته على جميع المستويات بالمغرب.
نأمل من الأجيال القادمة أن تضمن الإستمرارية وأن تحافظ على مضمون الرسالة و أن تُكَرِّم تطلعات المهنة من أجل مجتمعات أرقى و أسمى، تهدف إلى عشق التناسق و الهوية الجمالية في ظل المسؤولية البيئية و النزاهة المهنية و المجتمعية …
-
- أعضاء المكتب الأول للجمعية المغربية للهندسة المناظرية AMAP سنة 1985.